بسام درويش / Apr 04, 2006

تناقلت وسائل الإعلام اليوم نبأ إعلان إيران عن نجاح تجربتها الثانية لإطلاق صاروخ ذات سرعة عظيمة تحت المياه بإمكانه تدمير السفن الحربية الكبيرة والغواصات.

يقول المسؤولون الإيرانيون أن سرعة الصاروخ التي تبلغ 223 ميلاً في الساعة تجعل أجهزة الرادار المزودة بها السفن والغواصات عديمة النفع. قال المسؤولون أيضاً إنّ إيران ستستمر في إجراء تجاربها على إطلاق هذا النوع من الصواريخ.

وبالطبع، تأتي هذه الأخبار في خضم تصاعد القلق العالمي حيال أزمة المفاعل النووية مع إيران.

*************

إنه لمن السذاجة أن يصدق إنسانٌ بأن سعي إيران إلى تطوير اسلحتها وإلى الحصول على القدرة النووية هو لغايات صناعية وليس مدفوعاً بطموحاتٍ عدوانية.

ليس هناك من دول على عداء مع إيران يهدد وجودها أو استقلالها. لا أميركا ولا إسرائيل ولا أي من الدول المجاورة أو الأخرى البعيدة.

النظام الإيراني هو الذي يجاهر بعدائه للعالم مما يدفع العالم إلى التخوف منه.

لقد كان العراق عدوا إقليميا لإيران لكنه أصبح اليوم أقرب إليها من قبل لثلاثة اسباب على الأقل:

مجنون العظمة صدام حسين الذي كان يسعى ليصبح امبراطورا يقبع الآن في السجن.

العراق لن يعود فيشكّل قوة عسكرية خطرة، لا على إيران ولا على أية دولة أخرى.

وعودة الشيعة في العراق إلى أخذ حقوقهم في الحكم كأكثرية يعني بكل تأكيد علاقة أفضل مع إيران.

 

ليس هناك من أعداء يهددون إيران، لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة، ولا الصين أو روسيا أو أوروبا. إيران هي التي تعادي العالم بتصريحات زعمائها الذين ما فتؤوا يطلقونها في كل الاتجاهات منذ أن وصلوا إلى السلطة، وهي تصريحاتٌ لا يمكن للعالم إلا إن يحملها محل الجد، أولا، لما تنطوي عليه من خطورة حقيقية، وثانياً، لاقترانها بالأفعال:

 

لقد ظهر واضحاً للعالم أنّ ملالي إيران قد قرروا اعتماد الإرهاب، منذ وصولهم إلى السلطة، وسيلة لتحقيق أهدافهم العقائدية وطموحاتهم السياسية. لقد بدأوا عهدهم بتحريك الجماهير للاعتداء السافر على سفارة أمريكا في طهران واحتلالها واحتجاز موظفيها لمدة 444 يوماً. ولم يكن الاعتداء على السفارة الأمريكية هو الاعتداء الوحيد على هيئات دبلوماسية يؤكّد بعد الملالي عن مفهوم الحضارة والعلاقات بين الدول، إذ فعلوا الأمر نفسه مع السفارة الفرنسية التي حاصروها لمدة  تزيد على أربعة اشهر ردا على ملاحقة السلطات الفرنسية لأحد مستخدمي السفارة الإيرانية في فرانسا اتهم بالقيام بأعمال تفجير في باريس. ويجدر بالذكر أن فرانسا رضخت آنذاك للإرهاب الإيراني حين توصلت إلى اتفاق مع إيران على ترحيل الموظف رغم عدم تمتعه بالحصاانة الدبلوماسية بينما قام الملالي بمحاكمة المسؤول الدبلوماسي الفرنسي ـ رغم تمتعه بالحصانة الدبلوماسية ـ أمام محكمة الثورة الإسلامية!.. وفعل الإيرانيون الأمر نفسه مع إيطاليا حين احتجزوا دبلوماسيين ومدنيين إيطاليين رداً على تأخير السلطات الإيطالية لإبحار باخرة إيرانية من ميناء إيطالي بعد طلب أحد بحارتها اللجوء السياسي. 

 

ظهر ذلك أيضاً في تحريكهم لعملائهم في لبنان المتمثلين في المنظمات الإسلامية الإرهابية وعلى رأس هذه المنظمات حزب الله، فكان تفجير مبنى القوات البحرية هناك والذي أسفر عن مقتل 241 من عناصر البحرية. (بعد ثلاث سنوات من العملية الإرهابية، صرح رفسنجاني قائلاً: "إنهم يحملوننا مسؤولية الضربة التي تلقاها الأمريكيون والذل الذي عانوا منه من جراء ذلك في لبنان. إننا حقا المسؤولون عن ذلك!")

ويشمل ملف الأعمال الإرهابية التي مولتها إيران المعارضين في الداخل والخارج، وتمويل اختطاف الطائرات ومحاولات اغتيال لرؤوساء دول ـ مثل محاولة اغتيال أمير الكويت سنة 1985، وأعمال اغتيال لصحفيين، وعمليات تفجير في دول عربية وإسلامية وغربية كتلك التي حصلت في مكة وأنقرة وبونس ايرس وباريس وبرلين وفيينا. كذلك تجلت نزعة الملالي الإرهابية في فتوى الخميني بقتل سلمان رشدي وتخصيصه لجائزة المليون دولار لمن يجلب له رأسه. هذه الفتوى التي أدّت فيما بعد إلى اغتيال مترجم الكتاب إلى اليابانية والاعتداء على آخر قام بترجمته إلى الإيطالية. كذلك قيام عملاء إيران في لبنان باختطاف غربيين تمكن بعضهم من الهرب أو أطلق سراح بعضهم، مثل تيري ويت، تيري اندرسون، لورنس جنكو، ديفيد جاكبسون، روبرت بوفيل، بيتر كلبورن، إدوارد تريسي، أو توماس سزرلاند.. بينما كان نصيب آخرين الإعدام شنقاً مثل ضابط الأمم الأمم المتحدة الكولونيل وليام هيغنز، أو قتلاً بالرصاص أمام عدسات الكاميرات مثل الضابط الأمريكي روبرت دين ستيثم الذي ألقوا بجثته من الطائرة على مدرج مطار بيروت.

 

منذ تأسيس نظامهم، أعلنوا عن عزمهم على تصدير ثورتهم للعالم أجمع، وقد حاولوا ذلك فعلاً ولا زالوا يفعلون بشتى الوسائل. وأخيراً أكّدوا للعالم إرهابهم بدفعهم لمهووسٍ اسمه أحمدي نجاد إلى رأس السلطة، وبذلك قادوا إيران إلى مواجهة خطرة حتمية مع العالم الحر.

************

العالم لم يناصب إيران العداء، إنما إيران الملالي هي التي حوّلت العالم عدوا لها. هذه النزعة العدوانية لم تتوقف أبداً، إنما لا زالت تتصاعد متبلورة اليوم في سعيها الحثيث لامتلاك السلاح النووي.

 

وحين نتأمّل بتاريخ هذا النظام الإرهابي، ونقرنه بسعيه الحثيث اليوم لامتلاك السلاح النووي، وتصريحات رئيسه الدائمة المتكررة ـ الذي شبهته مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركيل مؤخراً بأدولف هتلر ـ المتحدية الرافضة للاتفاقات الدولية الخاصة بالطاقة النووية، مضيفين إليها إعلانه الدائم عن أحلامه بإزالة دولة إسرائيل من الوجود، فإن السؤال الذي يبرز أمامنا هو:

هل هناك من عاقل على وجه هذه الأرض يصدق بأن هذا النظام لن يستخدم السلاح النووي إذا توصل إلى حيازته؟

أما السؤال الأهم فهو: هل على العالم أن ينتظر ضربة نووية قاتلة من إيران أم أنّ عليه أن يستبقها بضربة نووية وقائية؟

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط